قصة غرق الغواصة النووية الروسية (كورسك) - رشيد رشدي
هزّت أنباء غرق الغواصة النووية الروسية (كورسك) روسيا والدول البحرية ومن ثم استحوذت علي اهتمام وسائل الاعلام في العالم.
وكانت قد بدأت الكارثة في الساعة الاخيرة من يوم السبت 12 آب (اغسطس) عام 2000.
وبعد عشرة أيام أعلن الادميرال ميخائيل موتساك قائد اسطول الشمال الروسي: ان اسوأ ما كنا نتوقعه قد حل! اذ ان طاقم الغواصة كله قد مات ولم يبق منهم احد علي قيد الحياة.
أكدت المعطيات الرسمية ان عدد الضحايا 116 ــ 118 بحارا. وفقدت الامهات اولادهن والنساء ازواجهن والخطيبات خطباءهن والآباء اولادهم والاطفال آباءهم، ويصر الطفل سيريوجا الذي حملته امه معها من محافظة كورسك الي مدينة مورمانسك المطلة علي بحر بارنتس بحثا عن زوجها البحار، يصر علي ان والده لم يمت! وانه سيأتي اليه حاملا دمية جميلة وفاكهة الموز!
روسيا تطل علي (13) بحراً
تطل روسيا علي 13 بحرا. وتصب هذه البحار في المحيط الاطلسي والمحيط المتجمد الشمالي والمحيط الهادي.
ويصب البحر الاسود وبحر البلطيق وبحر آزوف في المحيط الاطلسي، ويصب بحر بارنتس وبحر سيبيريا الشرقية وبحر كارسك وبحر لابتيف وبحر تشوكوتسك والبحر الابيض في المحيط المتجمد الشمالي، فيما يصب البحر الياباني وبحر بيرينغ وبحر أخوتسك في المحيط الهادي. أما بحر قزوين فهو بحيرة كبيرة مشتركة بين روسيا وتركمانيا واذربيجان وكازاخستان وايران.
وعبر هذه البحار تطل روسيا علي الاوقيانوس العالمية.
وكانت روسيا قد بدأت في بناء السفن منذ القرن الرابع عشر. أما القيصر بطرس الاكبر فقد شرع في حقبته 1672 ــ 1725 ببناء اول اسطول روسي، وخاض هذا القيصر ومن خلفه عددا من الحروب البحرية ضد السويد وبولندا وتركيا واليابان وفنلندا ودول اخري مثل المانيا وانكلترا فيما بعد.
وقد ترسخت في تقاليد الشعب الروسي مجموعات واسعة من الحكايات والقصص عن البحارة ومآثرهم وشجاعتهم، ونظلم الشعراء والروائيون الكبار الاشعار والحكايات عنهم، كما رسم كبار الرسامين الروس اجمل ما ابدعوا عن البحارة والبحار.
وعندما كان البحارة ينزلون الي العاصمة الروسية السابقة بتروغراد (بطرسبورغ حاليا) كانت المطاعم والحانات والميادين والحدائق تمتلئ بهم وبمرحهم وصخبهم، وكانت الفتيات والصبايا يلبسن أجمل حللهن لملاقاة البحارة الفتيان، وان اسعدهن من تزوجت بحارا، وثمة عدد لا يحصي من الاغاني عن البحارة الروس.
ما بعد التفكيك
مرت عشرة أعوام علي تفكيك الدولة السوفياتية العظمي، ولفظ الاتحاد السوفياتي انفاسه الاخيرة في نهاية عام 1991 وانفصلت جمهورياته الاتحادية الـ15 ومنها روسيا.
وبدأ عصر الانحطاط، وكفت روسيا عن ان تكون قطبا دوليا كما كان الاتحاد السوفياتي، وواصل الرئيس السابق يلتسين هواياته في تدمير اقتصاد روسيا وإفقار شعبها وإذلال مواطنيها، ولم تنج القوات المسلحة الروسية من حقبة الانحطاط هذه بما في ذلك الاسطول الحربي البحري. وتقلص الجيش من ثلاثة ملايين الي مليون و100 ألف وفقد كثيرا من جبروته السابق وقدراته العسكرية واسلحته الكبيرة.
غير ان بقايا المؤسسات العكسرية والمختبرات والمعاهد العلمية والعلماء والباحثين في الشأن العسكري تواصل عملها لكن بصعوبات فائقة.
وساءت احوال القوات المسلحة وتقلصت رواتبهم وقلت العناية بحياتهم وسكنهم وترك العديد منهم الجيش بحثا عن لقمة الخبز والمسكن. وساءت الرقابة علي القوات العسكرية.
واصيب الجيش الروسي بضربات معنوية لم يشهد مثلها في تاريخه حتي عندما انهزم امام الاسطول الياباني عام 1905 وعندما انهزم امام الفلنديين قبيل الحرب العالمية الثانية.
زد علي ذلك ان معنويات الجيش الروسي قد انحطت في الحرب الشيشانية الاولي وبدأت تستعيد بعض معنوياتها في الحرب الشيشانية الحالية، ومع ذلك يبقي أفراد الجيش الروسي يتساءلون: لماذا نقاتل؟ ولأجل من؟
ومما يزيد من تفاقم ازمة وصعوبات القوات البرية والبحرية والجوية والصاروخية الاستراتيجية ان الشركات التجارية تقطع الكهرباء عن القطعات العسكرية بين فترة واخري طالبة من وزارة الدفاع تسديد أثمان الكهرباء!
وانتشرت المخدرات بين افراد الجيش وازداد الهروب. وكثيرا ما تسرق الاسلحة وتباع سرا الي المافيا.
واسفرت هذه الاوضاع عن ضعف المسؤولية وفقدان الانضباط ولا ابالية فائقة، وكانت المحصلات ان احتلت روسيا (بجدارة) المرتبة الاولي في سقوط الطائرات والانفجارات في مخازن الاسلحة والحرائق في مؤسسات الجيش وسرقات الاسلحة واعمال التخريب المتعمدة.
الغواصات تموت جاثمة
بعد ثلاثة أيام من وقوع الحادث بدأ المسؤولون الروس يتحدثون عنه، واقاموا حصارا حقيقيا حوله، اذ بقي ما يزيد عن الفين من الاعلاميين الروس والاجانب بعيدين عن مكان الحادث، الامر الذي أعطي مجالا واسعا للتكهنات والاقاويل والاستنتاجات التي لا تستند الي الواقع.
وفي اليوم الرابع من الكارثة ظهر الرئيس بوتين علي شاشة التلفزيون وهو في عطلته علي ساحل البحر الاسود. وكان كئيبا يكاد يبكي وأعلن ان روسيا لا ترفض العون الاجنبي من أي كان.
بعد ذلك تقدم النرويجيون والانكليز بعرض المساعدة. الا ان تصريحات المسؤولين الروس كانت متناقضة بل وعشوائية. وقد أعلن ايليا كليبانوف نائب رئيس الوزراء ورئيس لجنة الاستقصاء والانقاذ: اننا لسنا بحاجة الي مساعدات اجنبية لأن تكنولوجية الانقاذ عندنا راقية ولا نظير لها في العالم.. .
وبعد سويعات أعلن كليبانوفك اننا نقبل المساعدة الاجنبية .
وصرح الادميرال فلاديمير كورويدوف قائد الاسطول البحري الحربي الروسي: ان الغواصة تحمل 117 بحارا وقد اصطدمت بجسم آخر واصيب خيشومها وذيلها باضرار، وان بامكاننا لوحدنا انقاذها.. .
وفي اليوم الخامس أعلن الادميرال فياتشيلاف بوبوف: ان الاصطدام أحدث انفجارا فوريا في الاقسام الاول والثاني والثالث، وتسربت المياه الي القسم السفلي القريب من خيشوم الغواصة.. .
واستقدمت الي مكان الحادث ما يزيد علي خمسين طائرة عمودية وباخرة وسفينة. وحاملة طائرات. واستقرت في المنطقة التي تجثم الغواصة (كورسك) تحتها.
واصل رجال الانقاذ الروس عملهم لكنهم فشلوا في فتح أي كوة او باب من أبواب الغواصة.
واتضح فيما بعد ان رجال الانقاذ الروس اهتموا كثيرا بالاسرار العسكرية اكثر من اهتمامهم بارواح البحارة، او اخراج جثثهم، وكان ذلك أحد أسباب رفض العون الاجنبي في الايام الاربعة الاولي. فقد حرص الروس علي محو الاسرار الكمبيوترية التي تحدد اطلاق الصواريخ ووجهتها وابعادها داخل الغواصة الغارقة.
وبعد دراسة اسباب الكارثة توصلت لجنة الدولة الي ان جسما آخر ــ غواصة اخري ــ قد اصطدم بغواصة (كورسك) واحدث الاصطدام انفجارين داخل الغواصة. وذكرت انباء من قيادة الاسطول الروسي ان بقايا من غواصة اخري وجدت علي مبعدة 300 متر من الغواصة الروسية، ويرجح الروس ان غواصة انكليزية قد اصطدمت بالغواصة الروسية.
ويذهب آخرون الي الاعتقاد ان سبب الكارثة هو انفجار داخل (كورسك). فيما افترض الآخرون ان لغما كبيرا من مخلفات الحرب العالمية الثانية قد انفجر وسبب الكارثة.
غير ان الادميرال بالطين قائد الاسطول السوفياتي السابق قال محذرا: لا تكونوا بهذه الدرجة من السذاجة، ان اللغم لا يستطيع الحاق الاضرار بغواصة (كورسك) انما الكارثة قد حلت باصطدام غواصة اجنبية بغواصتنا .
ويعد الادميرال بالطين من اكبر الاختصاصيين في العالم في شؤون الاسطول. الا ان يلتسين كان قد اقاله من منصبه.
تعد غواصة (كورسك) واحدة من تسع غواصات من هذا النوع في روسيا، وهي من ارقي الغواصات في العالم، وقد صنعت في مجمعات (روبين) في بطرسبورغ، وانها قد انجزت عام 1994 وانزلت الي البحر عام 1995. وتشير مواصفاتها الي انها تزن 25 ألف طن وطولها 154 مترا وعرضها 2،18 متر وتبلغ سرعتها 28 عقدة في الساعة، وتستطيع الابحار بعمق 500 متر وتعمل بمفاعلين نوويين وفيها 24 منصة لاطلاق الصواريخ المجنحة وتستطيع الابحار 120 يوما بصورة مستقلة وتتسع لـ130 بحارا. وها هي الآن تجثم علي عمق 108 أمتار وعلي متنها 117 جثة هامدة!
الابعاد السياسية لغرق الغواصة
اختار القدر هذه الايام العشرة 12 ــ 22 اب (اغسطس) عام 2000 لتكون مسرحا لاكبر كارثة بحرية حتي الآن، وأول مصيبة كبري في حقبة الرئيس بوتين والتي رافقت مرور مائة يوم علي تسلمه رئاسة الدولة الروسية.
لكن اذا اخذنا هذه الحادثة ضمن السياق العام لاوضاع روسيا لوجدناها جزءاً من ظاهرة الانحطاط العام التي تسود روسيا منذ عشرة أعوام.
وقد اختطفت هذه الحادثة الاضواء من الرئيس بوتين وجعلته يعيش علي الشموع، فقد وصلت سمعته الي وضع في غاية التدني وبدأت الاتهامات تكال اليه، ويشار بالبنان الي عجزه، وان بعض الساسة اتهموه باللااخلاقية لانه لم يقطع عطلته علي ساحل البحر الاسود ولم يذهب الي مكان الحادث ولم يعد الي الكرملين بل بقي اسبوعا كاملا يستحم في المياه الدافئة.
وقد صرح سترويف رئيس مجلس الفيدرالية بأن الاوضاع السائدة في القوات العسكرية الروسية مأساوية وان افراد الجيش حماة الوطن بلا حماية، ومن الضروري عقد جلسة مشتركة مع مجلس الدوما لمناقشة ما يجري في القوات المسلحة الروسية باصنافها كافة.. .
واضطر المارشال سيرغييف وزير الدفاع الروسي الي الاعتراف فقال: ان اجهزة الانقاذ الراقية والمتطورة فعلا قد اكل الدهر زواياها وسرقت محتوياتها في الاعوام الاخيرة الفاسدة والمنحطة، وان الرئيس السابق لم يقم وزنا لتقاريرنا حول الاوضاع السيئة في القوات المسلحة.. .
اما ادميرال الشرق الاقصي الروسي فقال: كنا متفوقين علي الغرب في اجهزة الانقاذ، الا ان اعوام الفساد الماضية قد الحقت أشد الاضرار بالاسطول والقوات المسلحة عموما .
لكن كيف سيواصل الرئيس بوتين نشاطه بعد فقدان الثقة؟ وهل سيفتح ملفات التقصير؟ ومتي يتخلص من أسر القادة العسكريين ومجموعات الفساد السابقين الذين يواصلون نشاطهم في ادارة الرئاسة واجهزة السلطة الاخري؟ والاهم من ذلك هل سيخرج من النهج السابق الذي رسمه يلتسين؟
انه امتحان لبوتين ومحنة ومصيبة للشعب وتدهور فظيع لسمعة روسيا الدولية.
ويكاد يجمع كل الاختصاصيين الكبار من عسكريين ومدنيين وعلماء ومحللين علي ان كارثة (كورسك) هي جزء من الاوضاع العامة السائدة في روسيا ولا مخرج منها الا بتغيير النهج الحالي الموروث عن حقبة الانحطاط والفساد التي غرسها نظام يلتسين.
تحولت روسيا الي حالة طوارئ، حرب الشيشان الثانية مستمرة، انفجارات في موسكو والمدن الاخري، اغتيالات كل يوم، المعدل السنوي للجرائم ثلاثة ملايين جريمة، نفوس روسيا تقل بمعدل 850 ألف نسمة سنويا، الديون الخارجية المترقبة علي روسيا اقتربت من 200 مليار دولار، اربعة ملايين طفل بلا مدارس ولا رعاية، أكثر من عشرين مليون عاطل عن العمل، وغير ذلك من المآسي.
وفي الوقت نفسه نجد الكنيسة الروسية تعيد الاعتبار الي القيصر الرورسي نيكولاس الثاني وافراد اسرته وتعتبرهم من القديسين! وتقام الصلوات علي ارواحهم وتصنع الايقونات لهم.
واذا واصل بوتين ذات النهج الحالي فان الابعاد السياسية للانهيار ستشق طريقها وصولا الي الانهيار التام الذي لا مرد له، وسوف لا تفيد الصلوات في الكنائس ولا اعلان الحداد ولا تعويض عوائل البحارة الشحيح ولا مواساة اليتامي والارامل، ولا تهدئة الخواطر.
ان روسيا في محنة والدولة في ازمة والشعب يعيش مصيبة دائمة، والقوات المسلحة تتفكك واجهزة الحكومة فاسدة واللصوص الكبار يواصلون نهب ثروات روسيا، والاقتصاد يتدهور والثقافة تنحط، واصبحت روسيا الآن في مهب الريح.
وتلك هي بعض اسباب كارثة الغواصة (كورسك) ومأساة 118 بحارا وعوائلهم وشعبهم المعذب.
وبما ان الحادثة قد وقعت في العطلة الصيفية لمجلس الدوما ومجلس الفيدرالية، وان السياسيين والاحزاب والمنظمات السياسية والاجتماعية هي الاخري في اجازة فان الخريف القادم سوف لا يمر بهدوء، اذ انه سيكون ساخنا بالتأكيد، ذلك ان غرق الغواصة (كورسك) قد هز الدولة بكل مؤسساتها ووضع المؤسسة العسكرية كلها علي المحك وكشف عن ترهلها وعجزها وحتي تفاهتها. وسوف لا تبقي بلا محاسبة علي تقصيرها واحباطها، وان هذا التقصير والاحباط يجعلان الرئيس بوتين بالذات امام المحك بوصفه القائد العام للقوات المسلحة الروسية.
وسوف تكشف هذه المأساة عن تقصيرات ونواقص وحتي جرائم في مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية.
اسباب اخري
يصر الجانب الروسي حتي الآن علي ان جسما آخر قد اصطدم بالغواصة (كورسك)، الا ان هذا الاحتمال لم يتأكد بعد، فلو صح ذلك لكان هذا الجسم الغريب قد تحطم وجثم قرب الغواصة (كورسك).
اما الاحتمال الثاني وهو اصطدام الغواصة بباخرة فوق سطح الماء فهو الآخر لم يتأكد، لأن الغواصة أصيبت في خيشومها وفي قسمها السفلي وفي جانبها، ولو صح هذا الاحتمال لاصيب مركز القيادة فوق الباخرة قبل غيره ولتحطم، بينما بقت العمارة الفوقية سالمة.
ويأتي الاحتمال الثالث ليشير الي انفجار طوربيد داخل الغواصة ذاتها. ويحظي هذا الاحتمال بدعم بعض الخبراء الروس والاجانب.
اما الاحتمال الرابع أي انفجار لغم جاثم من زمن الحرب العالمية الثانية فانه يفتقر الي المعطيات العلمية لأن مثل هذا اللغم بمواصفات الحرب العالمية الثانية كان معدا لغواصات ذلك الزمن، اما غواصة (كورسك) فهي غواصة مدرعة تعجز عن نسفها عدة الغام من تلك التي كانت في الحرب العالمية الثانية.
ولو أتينا الي الاحتمال الخامس وهو انفجار داخل الغواصة لرأيناه لا يبتعد كثيرا عن الواقع من وجهة نظر العلماء والاختصاصيين.
ويذهب بعض في روسيا الي ان طوربيد روسيا أصاب الغواصة في اثناء المناورات البحرية الحربية لاسطول الشمال الروسي.
تلكم هي الاحتمالات التي تنشر وتقال وتعلن عن لسان رسميين وغير رسميين روس وخبراء وادميرالات سابقين ورجال انقاذ في روسيا.
وتبدو تصريحات ايليا كليبانوف نائب رئيس الوزراء ورئيس لجنة الانقاذ والتقصي حول اصطدام جسم آخر غريب بالغواصة مقبولة لدي بعضهم حينا ومرفوضة لدي بعض آخر حينا آخر.
غير ان تصريح المارشال سيرغييف وزير الدفاع الروسي يضفي خطورة من نوع آخر علي الكارثة عندما قال: أُنيطت بالغواصة (كورسك) مهمة اطلاق صاروخ مجنح في اثناء المناورات البحرية الحربية ، ولم تعرف بعد ذخيرة الصاروخ!
الا ان وجود مفاعلين نوويين في الغواصة ينذر بخطر كبير علي الوضع الايكولوجي في بحر بارنتس كله، واذا لم يتم انتشال الغواصة حتي شباط (فبراير) عام 2001 فان الاشعاعات يمكن ان تتسرب من المفاعلين حسب قول الادميرال السابق بالطين.