أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن المعلومات التي جمعها الروبوت أوبورتونيتي أكدت وجود بحر من المياه المالحة في الماضي على كوكب المريخ, مما يدل على توفر كل الشروط لاحتمال وجود حياة على سطح الكوكب الأحمر.
وقال ستيف سكويرز رئيس فريق العلماء المكلف مهمة استكشاف الكوكب إن أوبورتيونيتي يقبع حاليا في ما كان ساحلا محيطا ببحر مالح على المريخ, مؤكدا وجود بيئة تسمح بالحياة.
وأوضح مسؤولون في الوكالة أن أوبورتونيتي الذي يقوم مع روبوت آخر باستكشاف المريخ أثبت أن بعض الصخور التي تفحصها ناتجة عن ترسبات في مياه مالحة, لكنهم لم يتمكنوا في الوقت الحاضر من تحديد فترة استمرار هذا البحر المالح ولا
حجمه في منطقة مريدياني بلانوم, وهي سهل فسيح هبط فيه الروبوت.
وأكدت ناسا أن النتائج التي عرضها الروبوت الثلاثاء في مؤتمر صحفي بمقرها بواشنطن, قام خبراء مستقلون بالتحقق منها قبل إعلانها.
والآن سيعمد الباحثون الذين يوجهون الروبوت انطلاقا من مختبر ناسا في باسادينا بولاية كاليفورنيا إلى تسييره باتجاه الصخور المذكورة التي تشكل جدار حفرة.
وأوضح جون غروتزينغر من معهد التكنولوجيا في مساتشوسيتس أن نتوءات داخل الطبقات الصخرية الرقيقة تدل على وجود حبيبات ترسبات بحجم حبة الرمل تشكلت عليها وكانت المياه التي جرت بسرعة تراوحت بين 10 و50 سنتم في الثانية حملتها إلى عمق خمسة سنتمترات على الأقل وربما أكثر.
واعتبر سكويرز هذا النوع من الصخور ممتازا لحفظ أدلة على وجود حياة جرثومية, موضحا أن الروبوتين اللذين ساهما في إعدادهما لهذه المهمة غير مجهزين لهذا النوع من التحاليل. وأعرب عن أمله في أن تجهز المركبات المقبلة التي سترسل إلى الكوكب الأحمر بوسائل لكشف آثار حياة جرثومية.
وسبق لأبورتونيتي أن سجل حدثا علميا قبل ثلاثة أسابيع عند جمعه أدلة على وجود الكلور والبروم في الصخور مما يدل على أن المياه كانت موجودة بوفرة يوما ما في مريدياني بلانوم حيث هبط أبورتونيتي في 24 يناير/ كانون الثاني بعد أن سبقه الروبوت سبيريت الذي هبط في 3 يناير/ كانون الثاني في الحفرة غوسيف على الجانب الآخر للمريخ.
وهدف هذه الرحلة هو كشف ما إذا كان كوكب المريخ عرف بيئة رطبة لفترة طويلة تسمح بالحياة. ويعمل في هذه المهمة المقدرة تكاليفها بـ820 مليون دولار, حوالي 300 باحث وستستمر حتى نهاية أبريل/ نيسان وربما أكثر إذا سمحت بطاريات الروبوتين بذلك.